۱ آذر ۱۴۰۳ |۱۹ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 21, 2024
آية الله الأعرافي

وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص بيان سماحته:

باسمه تعالى

عن الإمام الرضا (ع): " من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز و جل" (عيون أخبار‌الرضا، ج ۱، ص ۲۷)

لطالما كانت سفينة أمان ونجاة ابي عبد الله الحسين عليه السلام ملجأً تسکنه القلوبُ الطاهرة وتلجأ إلیه المظلومون في العالم. ولقد رسم توسلُ أحبّاءه وعشاقه إليه من جهة ولطفه وعنايته بالخدام والسائرين في طريقه من جهة أخری، أجمل وأنقی مشاهد العشق والحب أمام عیون العالم.

وفي المقابل، عملت قوى الاستكبار وأذنابها على مر التاريخ، على نشر التفرقة في العالم الإسلامي من خلال سياساتها الشيطانية لإضعاف الدول الإسلامية على مختلف الأصعدة وإحكام سيطرتها عليها. إلا أن أتباع مدرسة أهل البیت ـ علیهم السلام ـ ، ورغم أنوفهم ، تمكنوا من مجابهة دسائس الشیاطین ومؤامراتهم، وذلك بالاعتماد على الهداية الإلهية والإستفادة من الذخائر المعنوية والتوسل بأنوار المعصومين المقدسة، إلی جانب توجيهات و ارشادات العلماء والفقهاء؛ من أصحاب البصيرة والضمير الحي، فضلا عن جهود أبناء هذه المدرسة الطاهرین والغيورين ومثابرتهم.

اليوم وفي خضم المحاولات اليائسة التي تقوم بها أمريكا ـ الشیطان الأکبر ـ والتيارات المعادية للإسلام في العالم، تحولت مراسیم أربعینیة الإمام الحسین علیه السلام وباهتمام الشعب العراقي الأبيّ ـ من الشبان والشيبان والرجال والنساء ـ إلی أكبر مشهد لتجمع محبي أهل البيت عليهم السلام. وفي العصر الذي انبرت فيه الدول الغربية الفاسدة والشركات الكبرى المناهضة للدين بكل قواها السياسية والاقتصادية والاعلامية، لمکافحة التعالیم الدينية والإنسانية، برز شيعة أهل البيت عليهم السلام إلى الميدان ببركة دماء الشهداء، رافعين راية عزاء سيد الشهداء عليه السلام؛ راية الحرية والشرف والطهارة والمعنوية.

إن جهود الشعب العراقي المخلصة واستضافتهم ومحبتهم وکرامتهم المثالیة في ملحمة مسيرة الأربعين الفذة، مهدّت لتدفق الملايين من عشاق أبي عبد الله الحسين عليه السلام، واليوم نرى بأن دماء شهداءنا الأعزاء كالحاج قاسم السليماني وأبو مهدي المهندس تحقق انتصارات جدیدة، مرغمةً العدوَ على التراجع.

إن مسیرة الأربعين التي من شأنها أن تبني أمة، تعلمنا بأن الاتحاد والتکافل تحت راية أهل البيت عليهم السلام هو أهم عامل لقوتنا وعزتنا وهو سر الانتصار على الأعداء وبه تحلّ العقد والمشاكل. هذه الأربعینیة الحضاریة هي تمرين على الإيثار والمحبة والمعنوية والإنسانية، ويمكن أن يساعد بالفعل على استعادة الهوية والحياة الدينية وأن يمهد الارضية لسطوع شمس الولاية العظمى والإمامة الكبرى و إنارة الكون بنور موعود الأمم بقية الله الأعظم أرواحنا فداه.

إن شكر أولئك الذين خلقوا ملحمة الکرامة والشرف هذه، لیس من عمل الناس العادیین بل امير المؤمنين وسيد الشهداء عليهما السلام هما من سیکافئان هذا الجهد، ولكنني ومن باب أداء الواجب، أتوجه بجزيل الشكر وخالصه إلى عموم الشعب العراقي الكريم وإلى الحکومة العراقیة ورئيس مجلس الوزراء العراقي وكذلك المراجع العظام، علماء الدين الأكارم، خدام ومسئولي العتبات المقدسة، كافة القوى الأمنية والعسكرية وكل الأعزاء الذين ساهموا وشاركوا في إحياء هذه الملحمة، واسأل الله عزوجل أن يحبط فتن الأعداء ببركة هذه الخدمة الكريمة، وأن يقرب بين قلوب الأمة الإسلامية، وأن تختتم الخطوات المتخذة في الأربعين الحسيني بظهور الإمام المهدي عج .

علي رضا الأعرافي

قم المقدسة

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha